المشاركات الشائعة

الأربعاء، سبتمبر 14، 2011

التبرك بالأنبياء والصالحين و آثارهم - تبرك الصحابة بدراهم مستها يد النبي صلى الله عليه وسلم :


قال الحافظ ابن حجر في الجرء الثالث من المطالب العالية :
باب التبرك بآثار الصالحين ، ثم أورد الأحاديث التالية :
عن محمد بن سوقة عن أبيه قال : أتيت عمرو بن حريث أتكاري منه بيتاً في داره . فقال : تكار – أي استأجر – فإنها مباركة على من هي له ، مباركة على من سكنها ، فقلت : من أي شيء ذلك ؟ قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نحرت جزور ، وقد أمر صلى الله عليه وسلم بقسمتها ، قال عمرو : فلم يعطني وأغفلني ، فلما كان الغد أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يديه دراهم ، فقال صلى الله عليه وسلم ، : “ أخذت القسم الذي أمرت لك به ؟ “ – أي من لحم الجزور – قلت : يا رسول الله ما أعطاني شيئاً . قال عمرو : فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدراهم فأعطاني ، فجئت بها إلى أمتي فقلت : خذي هذه الدراهم التي أخذها رسول الله بيده ثم أعطانيها ، أمسكيها حتى ننظر في أي شيء نضعها ، ثم ضرب الدهر ضرباته – أي مضى زمن طويل – حنى اشتريت هذا الدار . أي بتلك الدراهم المباركة .
ثم أورد حديث خالد بن الوليد المتقدم وقوله فيه : فحلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستبق الناس إلى شعره ، فاستبقت إلى الناصية فأخذتها ، فاتخذت قلنسوة فجعلتها في متقدم القلنسوة فما وجهتها في وجه إلا فتح علي .
ثم أورد الحديث عن ابن سيرين قال : استوهبت من أم سليم من المسك الذي كانت تعجنه بعرق النبي صلى الله عليه وسلم فوهبت لي منه ، فلما مات ابن سيرين حنط بذلك المسك .
تبرك الصحابة بعصا النبي صلى الله عليه وسلم :
عن محمد بن سيرين ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، أنه كان عنده عصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمات – أنس – فدفنت معه بين جنبيه وقميصه .
ذكر ذلك صاحب التراتيب الإدارية ، نقلا عن جمع الجوامع معزواً للبيهقي ، وابن عساكر ، ونقلاً عن كنز العمال .
روى الإمام أحمد في مسنده عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : “ إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح يجمع لي الناس ليغزوني وهو بعرنه – موضع قريب من مكة – فأته فاقتله “ قال : قلت : يا رسول الله انعته لي حتى أعرفه قال : “ إذا رأيته وجدت له اقشعريرة “ . قال : فخرجت متوشحاً سيفي حتـى وقفت عليه وهو بعرنة مع ظن يرتاد لهن منزلاً ، وحين كان وقت العصر ، فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الإقشعريرة . قال عبد الله : فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة تشغلني عن الصلاة فصليت وأنا أمشي نحوه : أومئ برأسي للركوع والسجود فلما انتهيت إليه قال : من الرجل ؟ قلت : من العرب سمع بك ، وبجمعك لهذا الرجل فجاءك لهذا . قال : أجل أنا في ذلك قال عبد الله : فخشيت معه شياً حتى إذا أمكنني حملت عليه السيف حتى قتلته ، ثم خرجت وتركت طعائنه مكباتٍ عليه .
فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني قال : “ أفلح الوجه “ قال عبد الله : قلت : قتلته يا رسول الله . قال : “ صدقت “ قال : ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بيته فأعطاني عصاً فقال صلى الله عليه وسلم : “ أمسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس “قال : فخرجت بها على الناس فقالوا : ما هذه العصا ؟ قلت : أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أمسكها قالوا : أو لا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسأله عن ذلك قال فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : “ آية – أي هي علامة – بيني وبينك يوم القيامة ، إن أقل الناس المتخصرون يومئذقال : فقرنها عبد الله بن أنيس بسيفه ، فلم تزل معه ، حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ، ثم دفنا جميعاً ورواه أبو يعلى والبيهقي ، ورواه الطبراني من طريق محمد بن كعب القرظي وفيه : فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مخصرة – أي عصاً – كان يتخصر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال لعبد الله : “ تخصر بها حتى تلقاني يوم القيامةفوضعت على بطنه وكفن عليها ودفنت معه ورجاله ثقات .

تبرك الصحابة بنعل رسول الله :
روى البخاري والترمذي في الشمائل ، عن عيس ابن طهمان قال : أخرج إلينا أنس بن مالك نعلين جرداوين – أي صقيليتين لا شعر عليهما – لهما قبالان – تثنية قبال ، وهو زمام النعل – قال ابن طهمان : فحدثني ثابت البناني بعد عن أنس ، كانتا نعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأنس بن مالك يحتفظ بنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده للبركة ، ويعرضها على زواره ، ليكرمهم ببركتها .
وكان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه خادم نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخادم السواك والو ساد .
وقد روى الحارث وابن أبي عمر من مرسل القاسم بن عبد الرحمن ، أن عبد الله بن مسعود كان إذا قام النبي صلى الله عليه وسلم ألبسه نعليه ، وإذا جلس صلـى الله عليه وسلم جعلهما- ابن مسعود - في ذراعية – أي كل فردة في ذراع – حتى يقوم صلى الله عليه وسلم فإذا قام ألبسه نعليه في رجليه .
في حمل ابن مسعود نعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يجلس ، في ذراعيه ، معنى التكريم والتبرك .

تبرك الصحابة بموضع جلوس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر :

أخرج ابن سعد في الجزء الأول من الطبقات ،عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد المعروف بالقاري ، أنه نظر إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وضع يده على موضع قعود النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر ، ثم وضعها على وجهه .
وروى ابن سعد أيضاً بإسناده ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط قال : رأيت ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا خلا المسجد أخذوا برمانة المنبر الصلعاء التي تلي القبر ، بميامنها ، ثم قال استقبلوا القبلة يدعون .
وقد أورد ابن سعد ذلك تحت عنوان : ذكر منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
تبرك التابعين بأيدي الصحابة لأنها مست يد النبي صلى الله عليه وسلم :

روى الإمام أحمد في مسنده عن ثابت البناني أنه قال لأنس بن مالك رضي الله عنه : يا أنس مسست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدك ؟ فقال أنس : نعم . قال ثابت : ارني أقبلها . أي أنها مسّت يد النبي صلى الله عليه وسلم .

وروى الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن رزين أنه نزل الربذة – بلدة قريبة من الشام – هو أصحابة يريدون الحج ، قيل لهم : ها هنا سلمة بن الأكوع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فأتيناه ، فسلمنا عليه ثم سألنا ، فقال : بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هذه ، وأخرج لنا كفه ، كفه صخمة ، قال : فقمنا إليه ، فقبلنا كفيه جميعاً . أي : تبركاً بأثر يد النبي صلى الله عليه وسلم .

وروى البخاري في الأدب المفرد بلفظ : فأخرج سلمة يديه وقال : بايعت بهاتين النبي صلى الله عليه وسلم . الحديث .

وروى أبو نعيمة فــي الحلية عن يونس بن ميسرة أنه قال : دخلنا على يزيد بن الأسود عائدين ، فدخل عليه وائلة بن الاسقع الصحابي رضي الله عنه ، فلما نظر إليه مد يده فأخذ يده فمسح ابن الأسود – بها – أي بيد وائلة – وجهه وصدره ، لأنه بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال له وائلة بن الاسقع : يا يزيد بن الأسود كيف ظنك بربك ؟ فقال : حسن . فقال وائلة : أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : “ إن الله تعالى يقول : أنا عند ظن عبدي بي ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر يعني أنه إن ظن بالله خيراً عامله بظنه ، وإن ظن بالله شراً عاد سوء ظنه عليه .

اللهم إنا نسألك حسن الظن بك . كما أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يكرمون أياديهم التي صافحوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى الطبراني عن الحكم بن الأعرج أن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : ما مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

تبرك الصحابة رضوان الله عليهم بعرقه الشريف صلى الله عليه وسلم :
جاء في صحيح مسلم عن أم سليم رضي الله عنها أنها فتحت عتيدها “ أي صندوقاً صغيراً “ فجعلت تنشف فيه عرق النبي صلى الله عليه وسلم فتعصره في قواريرها “ أي في إناء زجاج “ فقال النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه " ما تصنعين يا أم سليم “ فقالت : يا رسول الله نرجو بركة لصبياننا فقال “ أصبت “ , فإذا صوب وأجاز النبي صلى الله عليه وسلم التبرك والتوسل بذوات الآثار الحاصلة من ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف لا يجوز التوسل والتبرك بذاته صلى الله عليه وسلم وبجاهه ومقامه ؟

ليست هناك تعليقات: