انتصار خالد بن الوليد واستفتاحه في حروبه بشعر النبي صلى الله عليه وسلم .
عن جعفر بن عبد الله بن الحكم أن خالد بــن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك ، فقال : اطلبوها ، فلم يجدوها . فقال اطلبوها ، فوجدوها ، فإذا هي قلنسوة خلقة - أي ليست بجديدة - فقال خالد : اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه ، فابتدر الناس جوانب شعره ، فسبقتهم إلى ناصيته ، فجعلتها في هذه القلنسوة ، فلم أشهد قتالاً وهي معي إلا رزقت بالنصر.
قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه ، ورجالهما رجال الصحيح وجعفر سمع من جماعة من الصحابة ، فلا أدري سمع من خالد أم لا .
وروى الإمام أحمد عن محمد بن عبد الله بن زيد أن أباه حدثه أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم على المنحر هو ورجل من الأنصار ، وهو يقسم الأضاحي ، فلم يصبه شيء منها ولا صاحبه ، فحلق صلى الله عليه وسلم رأسه في ثوبه ، فأعطاه – أي بعضاً منه – لعبد الله بن زيد وقلم أظفاره فأعطاه صاحبه ، قال : فإنه لعندنا . يعني أن الشعر الشريف عند عبد الله وقلامة أظفاره عند صاحبه .
تبرك الصحابة بموضع أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم :
روى الإمام أحمد عن جابر بن سمرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى بطعام فأكل منه ، بعث بفضله إلى أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، وكان أبو أيوب يضع أصابعه حيث يرى أصابع رسول الله عليه وسلم ، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بقصعة – أي إناء فيه طعام – فوجد صلى الله عليه وسلم فيها ريح ثوم ، فلم يذقها النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعث بها إلى أبي أيوب ، فنظر أبو أيوب فيها فلم ير فيها أثر أصابع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يذقها ، فأتاه فقال : يا رسول الله لم أر فيها أثر أصابعك ؟ ! فقال صلى الله عليه وسلم " إني وجدت فيها ريح ثوم " فقال أبو أيوب : تبعث إلي ما لم تأكل ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : “ إني يأتيني الملك “ .
قال الحافظ الهيثمي : رجاله الصحيح 10 هـ ورواه مسلم في الصحيح .
تبرك الصحابة بسور النبي صلى الله عليه وسلم :
روى الشيخان عـن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم بشراب ، فشرب ، وعـن يمينه غلام ، وعن يساره الأشياخ ، فقال صلى الله عليه وسلم للغلام : “ أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ؟ “ فقال الغلام : والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحداً ، فتله – أعطاه – رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده . أي فشرب الغلام . وهو عبد الله بن عباس رضي الله عنه .
تبرك الصحابة بإناء مسه فم النبي صلى الله عليه وسلم :
روى الإمام أحمد وغيره ، عن أنس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم وفي البيت قربة معلقة ، فشرب من فيها – أي من فم القربة – وهو قائم ، قال أنس : فقطعت أم سليم فم القربة فهو عندنا .
والمعنى : أن أم سليم قطعت فم القربة الذي هو موضع شربه صلى الله عليه وسلم واحتفظت به في بيتها ، للتبرك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم . وتقدم الكلام على تطيب الصحابة بعرق النبي صلى الله عليه وسلم وتبركهم به ، واستشفائهم بريقه الشريفة صلى الله عليه وسلم
تبرك الصحابة بثياب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستشفاؤهم بها
روى مسلم عن عبد الله مولى أسماء ، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، أنها أخرجت إلينا جبةً طيالسة كسروا نية لها لبنة ديباج ، وفرجاها مكفوفان بالديباج وقالت : هذه جبة رسول صلى الله عليه وسلم كانت عند عائشة ، فلما قبضت رضي الله عنها قبضتها – أي أخذت الجبة – وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها ، فنحن نغسلها للمرضى ، وفي رواية : نغسلها للمريض منا إذا اشتكى ، نستشفي بها . أي لمخالطتها لعرقه الشريف وملابستها لبدنه الطيب المبارك صلى الله عليه وسلم .
وروى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : أتت امرأة ببردة منسوجة فيها حاشيتها ، فقالت : يا رسول الله أكسوك هذه ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليها فلبسها ، وفي رواية ابن ماجة : فخرج إلينا فيها – فرآها عليه رجل من الصحابة ، فقال : يا رسول الله ما أحسن هذه البردة فاكسنيها ! فقال له صلى الله عليه وسلم “نعم “ .
وفي رواية للبخاري : فجلس ما شاء الله في المجلس ، ثم رجع فطواها ، وأرسل بها إليه . فلما قام صلى الله عليه وسلم لامه – أي لام السائل – أصحابه وقالوا للسائل : ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم لبسها محتاجاً إليها ، ثم سألته إياها ، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئاً فيمنعه ؟
وفي رواية : لا يرد سائلاً – فقال الرجل : رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أكفن فيها .
تبرك الصحابة بنخامة النبي صلى الله عليه وسلم وبماء وضوئه :
جاء في الصحيحين – واللفظ للبخاري – من حديث صلح الحديبية قال : ثم إن عروة بن مسعود الذي جاء وقتئذ وسيطاً عــن المشركين في مكة – جعل يرمق النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه ، قال فو الله ماتنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم – أي من الصحابة – فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون النظر إليه تعظيماً له صلى الله عليه وسلم فرجع عروة بن مسعود إلى أصحابه – في مكة – فقال : أي قوم ! والله لقد وفدت على الملوك ، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيت – أي ما رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه مثل ما يعظم أصحاب محمدٍ محمداً والله إن تنخم – أي ما تنخم – نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون النظر إليه تعظيماً له أو إنه قد عرض عليكم خطة رشدٍ فاقبلوها . الحديث
مداواة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ببصاقة الشريف واستشفاؤهم بذلك :
كان صلى الله عليه وسلم إذا بصق على المريض أو نفث أو تفل علي موضع مرضه برئ المريض وشفي بإذن الله تعالى ، وقد وقع من ذلك أمور كثيرة شهيرة ، ولذا كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون كل الحرص على الاستشفاء بريقـــه صلى الله عليه وسلم ، فمن ذلك : تفله صلى الله عليه وسلم في عيني علي كرم الله تعالى وجهه وقد أصابه الرمد الشديد ، حتى إنه لا يستطيع أن يمشي وحده إلا مع رجل يأخذ بيده ، فيبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فيبرأ في ساعته .
روى الشيخان وغيرهما عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر : “لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله “ . فلما أصبح الناس غدوا على رسول صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها . فقال صلى الله عليه وسلم : “ أين علي بن أبي طالب ؟ “ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال : “ فأرسلوا إليه “ فأتي به .
وفي رواية لمسلم : قال سلمة : فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي ، فجئت به أقوده أرمد ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ، فبرئ كأنه لم يكن به وجع .
الحديث كما تتقدم .
ومن ذلك : نفثاته صلى الله عليه وسلم على ساق سلمة وقد أصيب يوم خيبر فيبرأ في ساعته
روى أبو داود وغيره عن يزيد بن عبد الرحمن قال : رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت : ما هذه ؟ فقال : أصابتني يوم خيبر ضربة ، فقال الناس : أصيب سلمة ، فأتي بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنفث في ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة .
وفي الإصابة : أخرج ابن حبان في صحيحة والضياء في المختارة وقال : قال ابن منده : عمرو بن معاذ الأنصاري كان تفل النبي صلى الله عليه وسلم على رجله حين قطعت حتى برأت ومن ذلك : نفثه صلى الله عليه وسلم في فم بشير بن عقربة الجهني فتنحل عقدة لسانه.
روى إسحاق بن إبراهيم الرملي في فوائده عن بشير بن عقربه الجهني أن أباه أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم : “ من هذا معك ياعقربة ؟ “ فقال : ابني بحير فقال صلى الله عليه وسلم له : “ ادن “ فرنوت حتى قعدت على يمينه ، فمسح صلى الله عليه وسلم على رأسي بيده فقال : “ ما اسمك ؟” قلت : بحير يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم : “ لا. ولكن اسمك بشير “ وكانت في لساني عقدة فنفث النبي صلى الله عليه وسلم في في ، فانحلت العقدة من لساني وابيض كل شيء في رأسي – أي بعد كبر سنه – ما خلا ما وضع صلى الله عليه وسلم يده عليه ، فكان أسود . كما في الإصابة .
وروى الطبراني عن محمد بن حاطب قال : لما قدمت بي أمي من أرض الحبشة حين مات أبي حاطب ، فجاءت أمي النبي صلى الله عليه وسلم وقد أصاب إحدى يدي حريق من نار فقالت : يا رسول الله هذا محمد بن حاطب ابن أخيك ، وقد أصابه هذا الحريق من النار .
قال محمد بن حاطب : فلا أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أدري أنفث أم مسح على رأسي ، ودعا لي بالبركة وفي ذريتي كما في مجمع الزوائد .
قال في الإصابة بعد نقله صدر هذا الحديث : ورواه أيضاً عبد الرحمن بن عثمان بن محمد الحاطبي عن أبيه عن جده ، أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة والبغوي وفيه : أن أمه قالت يا رسول الله هذا محمد بن حاطب وهو أول من سمي بك – أي في الحبشة – قالت : فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسك وتفل في فيك ودعا لك بالبركة .
ومن ذلك : ذهاب بذاءة اللسان ، ببركة ريقه الشريف أخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه أن امرأة بذية اللسان ، جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل قديدا فقالت : ألا تطعمني ؟ فناولها مما بين يديه . قالت : لا . إلا الذي في فيك فأخرجه صلى الله عليه وسلم فأعطاها ، فألقته في فمها ، فأكلته فلم يعلم في تلك المرأة بعد ذلك الأمر الذي كانت عليه من البذاءة والذرابة .
الصحابة يتبركون بريقه الشريف صلى الله عليه وسلم
روى البغوي في معجمه بإسناده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب كان يقرب ابن عباس ويقول له : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاك فمسح رأسك وتفل في فيك وقال : " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " أورد ذلك في الإصابة ثم قال : ورواه ابن خيثم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بالمرفوع نحوه 1 هـ .
وكان الصحابة رضي الله عنهم يأتون بأولادهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحنكهم فيمصون ريقه الشريف صلى الله عليه وسلم وهذا باب واسع جدا .
ومن ذلك : ما جاء في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة ، وقالت : فخرجت و أنا متم – أي قددنا ولادها فقدمت المدينة فنزلت بقباء فولدته ، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره ، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه ، فكان أول شيء دخل في جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له وبرك عليه فكان أول مولود ولد في الإسلام .
أي أول مولود في المدينة من المهاجرين و في الصحيحين عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال : ولد لي غلام فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة و دعا له بالبركة ودفعه إلي . وكان أكبر ولد أبي موسى وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أنه انطلق بابن لأبي طلحة رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس فلما رآني رسول الله قال : لعل أم سليم ولدت ؟ ““ قلت : نعم . قال : فوضعته في حجره صلى الله عليه وسلم ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعجوة من عجوة المدينة – أي بتمرها فلاكها في فيه صلى الله عليه وسلم حتى ذابت ثم قذفها في في الصبي ، فجعل الصبي يتلمضها – أي يتطعمها – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ انظروا حب الأنصار التمر فمسح وجهه وسماه عبد الله .. الحديث . وروى الزبير بن بكار قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز قال : ولد عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، فكان الطف من ولد فأخذه جده أبو لبابة في خرقه فأحضره عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ما رأيت مولوداً أصغر خلقه منه . فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح رأسه ودعا له بالبركة . قال : مما رؤى عبد الرحمن في قوم إلا فرعهم طولاً ، وزوجه عمر بنته فاطمة . كما جاء في الإصابة وغيرهما .
تبرك الصحابة بدم النبي صلى الله عليه وسلم
أخرج الطبراني والبزار والحاكم والبيهقي وأبو نعيم في الحلية ، من حديث عامر بن عبد الله بن الزبير قال : احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني الدم بعد فراغه من الحجامة وقال : “ اذهب يا عبد الله فغيبه “ وفي رواية “اذهب بهذا الدم فواره – أي أخفه – حيث لايراه أحد “ . قال عبد الله : فذهبت به فشربته ، ثم أتيته صلى الله عليه وسلم فقال : “ ما صنعت ؟ “ – أي بالدم – قلت غيبته . قال “ لعلك شربته ؟ “ قال نعم . قال : “ ويل لك من الناس وويل الناس منك “ .
وفي رواية : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ فما حملك على ذاك ؟ “ فقال : علمت أن دمك لا تصيبه نار جهنم ، فشربته لذلك . فقال صلى الله عليه وسلم : “ ويل لك من الناس وويل للناس منك “ .
وروى الدار قطني في سننه في أسماء قالت : احتجم صلى الله عليه وسلم فدفع دمه لابني عبد الله ، فشربه ، فأتاه جبريل فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : “ ما صنعت ؟” قال كرهت أن أصب دمك فقال صلى الله عليه وسلم: “ لا تمسه النار “ ومسح على رأسه وقال : “ ويل للناس منك وويل لك من الناس “ .
وفي سنن سعيد بن منصور من طريق عمرو بن السائب ، أنه بلغه أن مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه الشريف يوم أحد ، مص جرحه حتى أنقاه ، ولاح – أي ظهر محل الجرح بعد المص – أبيض ، فقال له صلى الله عليه وسلم : “ مجه فقال : والله لا أمجه أبداً ثم ازدرده – أي ابتلعه – فقال النبي صلى الله عليه وسلم : “ من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا “ فاستشهد – أي بأحد –
ورواه الطبراني أيضاً وفيه : قال صلى الله عليه وسلم “ من خالط دمي دمه لا تمسه النار “ . قال الهيثمي : لم أر في إسناده من أجمع على ضعفه 10 هـ .
وروى سعيد بن منصور أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم قال : “ من سره أن ينظر إلى رجل خالط دمي دمه فلينظر إلى مالك بن سنان “ .
قال العلامة القسطلاني : وفي كتاب الجوهر المكنون في ذكر القبائل والبطون ، أن ابن الزبير لما شرب دم حجامة النبي صلى الله عليه وسلم تضوع – أي فاح – فمه مسكاً ، وبقيت رائحته موجودة في فمه ، إلى أن قتل رضي الله عنه .
وأخرج الطبراني عن سفينة رضي الله عنه قال : احتجم لنبي صلى الله عليه وسلــم فقال : " خذ هذا الدم فادفنه “ حفظاً من الدواب والطير والناس . قال : فتغيبت فشربته ، ثم ذكرت ذلك له صلى الله عليه وسلم فضحك .
قال الهيثمي بعدما أورده : رجال الطبراني ثقات 10 هـ .
عن جعفر بن عبد الله بن الحكم أن خالد بــن الوليد فقد قلنسوة له يوم اليرموك ، فقال : اطلبوها ، فلم يجدوها . فقال اطلبوها ، فوجدوها ، فإذا هي قلنسوة خلقة - أي ليست بجديدة - فقال خالد : اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه ، فابتدر الناس جوانب شعره ، فسبقتهم إلى ناصيته ، فجعلتها في هذه القلنسوة ، فلم أشهد قتالاً وهي معي إلا رزقت بالنصر.
قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني وأبو يعلى بنحوه ، ورجالهما رجال الصحيح وجعفر سمع من جماعة من الصحابة ، فلا أدري سمع من خالد أم لا .
وروى الإمام أحمد عن محمد بن عبد الله بن زيد أن أباه حدثه أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم على المنحر هو ورجل من الأنصار ، وهو يقسم الأضاحي ، فلم يصبه شيء منها ولا صاحبه ، فحلق صلى الله عليه وسلم رأسه في ثوبه ، فأعطاه – أي بعضاً منه – لعبد الله بن زيد وقلم أظفاره فأعطاه صاحبه ، قال : فإنه لعندنا . يعني أن الشعر الشريف عند عبد الله وقلامة أظفاره عند صاحبه .
تبرك الصحابة بموضع أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم :
روى الإمام أحمد عن جابر بن سمرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى بطعام فأكل منه ، بعث بفضله إلى أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه ، وكان أبو أيوب يضع أصابعه حيث يرى أصابع رسول الله عليه وسلم ، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بقصعة – أي إناء فيه طعام – فوجد صلى الله عليه وسلم فيها ريح ثوم ، فلم يذقها النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعث بها إلى أبي أيوب ، فنظر أبو أيوب فيها فلم ير فيها أثر أصابع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يذقها ، فأتاه فقال : يا رسول الله لم أر فيها أثر أصابعك ؟ ! فقال صلى الله عليه وسلم " إني وجدت فيها ريح ثوم " فقال أبو أيوب : تبعث إلي ما لم تأكل ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : “ إني يأتيني الملك “ .
قال الحافظ الهيثمي : رجاله الصحيح 10 هـ ورواه مسلم في الصحيح .
تبرك الصحابة بسور النبي صلى الله عليه وسلم :
روى الشيخان عـن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم بشراب ، فشرب ، وعـن يمينه غلام ، وعن يساره الأشياخ ، فقال صلى الله عليه وسلم للغلام : “ أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ؟ “ فقال الغلام : والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحداً ، فتله – أعطاه – رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده . أي فشرب الغلام . وهو عبد الله بن عباس رضي الله عنه .
تبرك الصحابة بإناء مسه فم النبي صلى الله عليه وسلم :
روى الإمام أحمد وغيره ، عن أنس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم سليم وفي البيت قربة معلقة ، فشرب من فيها – أي من فم القربة – وهو قائم ، قال أنس : فقطعت أم سليم فم القربة فهو عندنا .
والمعنى : أن أم سليم قطعت فم القربة الذي هو موضع شربه صلى الله عليه وسلم واحتفظت به في بيتها ، للتبرك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم . وتقدم الكلام على تطيب الصحابة بعرق النبي صلى الله عليه وسلم وتبركهم به ، واستشفائهم بريقه الشريفة صلى الله عليه وسلم
تبرك الصحابة بثياب رسول الله صلى الله عليه وسلم واستشفاؤهم بها
روى مسلم عن عبد الله مولى أسماء ، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، أنها أخرجت إلينا جبةً طيالسة كسروا نية لها لبنة ديباج ، وفرجاها مكفوفان بالديباج وقالت : هذه جبة رسول صلى الله عليه وسلم كانت عند عائشة ، فلما قبضت رضي الله عنها قبضتها – أي أخذت الجبة – وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها ، فنحن نغسلها للمرضى ، وفي رواية : نغسلها للمريض منا إذا اشتكى ، نستشفي بها . أي لمخالطتها لعرقه الشريف وملابستها لبدنه الطيب المبارك صلى الله عليه وسلم .
وروى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : أتت امرأة ببردة منسوجة فيها حاشيتها ، فقالت : يا رسول الله أكسوك هذه ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليها فلبسها ، وفي رواية ابن ماجة : فخرج إلينا فيها – فرآها عليه رجل من الصحابة ، فقال : يا رسول الله ما أحسن هذه البردة فاكسنيها ! فقال له صلى الله عليه وسلم “نعم “ .
وفي رواية للبخاري : فجلس ما شاء الله في المجلس ، ثم رجع فطواها ، وأرسل بها إليه . فلما قام صلى الله عليه وسلم لامه – أي لام السائل – أصحابه وقالوا للسائل : ما أحسنت حين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم لبسها محتاجاً إليها ، ثم سألته إياها ، وقد عرفت أنه لا يسأل شيئاً فيمنعه ؟
وفي رواية : لا يرد سائلاً – فقال الرجل : رجوت بركتها حين لبسها النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أكفن فيها .
تبرك الصحابة بنخامة النبي صلى الله عليه وسلم وبماء وضوئه :
جاء في الصحيحين – واللفظ للبخاري – من حديث صلح الحديبية قال : ثم إن عروة بن مسعود الذي جاء وقتئذ وسيطاً عــن المشركين في مكة – جعل يرمق النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه ، قال فو الله ماتنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم – أي من الصحابة – فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون النظر إليه تعظيماً له صلى الله عليه وسلم فرجع عروة بن مسعود إلى أصحابه – في مكة – فقال : أي قوم ! والله لقد وفدت على الملوك ، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي ، والله إن رأيت – أي ما رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه مثل ما يعظم أصحاب محمدٍ محمداً والله إن تنخم – أي ما تنخم – نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون النظر إليه تعظيماً له أو إنه قد عرض عليكم خطة رشدٍ فاقبلوها . الحديث
مداواة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ببصاقة الشريف واستشفاؤهم بذلك :
كان صلى الله عليه وسلم إذا بصق على المريض أو نفث أو تفل علي موضع مرضه برئ المريض وشفي بإذن الله تعالى ، وقد وقع من ذلك أمور كثيرة شهيرة ، ولذا كان الصحابة رضي الله عنهم يحرصون كل الحرص على الاستشفاء بريقـــه صلى الله عليه وسلم ، فمن ذلك : تفله صلى الله عليه وسلم في عيني علي كرم الله تعالى وجهه وقد أصابه الرمد الشديد ، حتى إنه لا يستطيع أن يمشي وحده إلا مع رجل يأخذ بيده ، فيبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فيبرأ في ساعته .
روى الشيخان وغيرهما عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر : “لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله “ . فلما أصبح الناس غدوا على رسول صلى الله عليه وسلم وكلهم يرجو أن يعطاها . فقال صلى الله عليه وسلم : “ أين علي بن أبي طالب ؟ “ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه قال : “ فأرسلوا إليه “ فأتي به .
وفي رواية لمسلم : قال سلمة : فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي ، فجئت به أقوده أرمد ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ، فبرئ كأنه لم يكن به وجع .
الحديث كما تتقدم .
ومن ذلك : نفثاته صلى الله عليه وسلم على ساق سلمة وقد أصيب يوم خيبر فيبرأ في ساعته
روى أبو داود وغيره عن يزيد بن عبد الرحمن قال : رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فقلت : ما هذه ؟ فقال : أصابتني يوم خيبر ضربة ، فقال الناس : أصيب سلمة ، فأتي بي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنفث في ثلاث نفثات فما اشتكيتها حتى الساعة .
وفي الإصابة : أخرج ابن حبان في صحيحة والضياء في المختارة وقال : قال ابن منده : عمرو بن معاذ الأنصاري كان تفل النبي صلى الله عليه وسلم على رجله حين قطعت حتى برأت ومن ذلك : نفثه صلى الله عليه وسلم في فم بشير بن عقربة الجهني فتنحل عقدة لسانه.
روى إسحاق بن إبراهيم الرملي في فوائده عن بشير بن عقربه الجهني أن أباه أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم : “ من هذا معك ياعقربة ؟ “ فقال : ابني بحير فقال صلى الله عليه وسلم له : “ ادن “ فرنوت حتى قعدت على يمينه ، فمسح صلى الله عليه وسلم على رأسي بيده فقال : “ ما اسمك ؟” قلت : بحير يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم : “ لا. ولكن اسمك بشير “ وكانت في لساني عقدة فنفث النبي صلى الله عليه وسلم في في ، فانحلت العقدة من لساني وابيض كل شيء في رأسي – أي بعد كبر سنه – ما خلا ما وضع صلى الله عليه وسلم يده عليه ، فكان أسود . كما في الإصابة .
وروى الطبراني عن محمد بن حاطب قال : لما قدمت بي أمي من أرض الحبشة حين مات أبي حاطب ، فجاءت أمي النبي صلى الله عليه وسلم وقد أصاب إحدى يدي حريق من نار فقالت : يا رسول الله هذا محمد بن حاطب ابن أخيك ، وقد أصابه هذا الحريق من النار .
قال محمد بن حاطب : فلا أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أدري أنفث أم مسح على رأسي ، ودعا لي بالبركة وفي ذريتي كما في مجمع الزوائد .
قال في الإصابة بعد نقله صدر هذا الحديث : ورواه أيضاً عبد الرحمن بن عثمان بن محمد الحاطبي عن أبيه عن جده ، أخرجه أحمد وابن أبي خيثمة والبغوي وفيه : أن أمه قالت يا رسول الله هذا محمد بن حاطب وهو أول من سمي بك – أي في الحبشة – قالت : فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسك وتفل في فيك ودعا لك بالبركة .
ومن ذلك : ذهاب بذاءة اللسان ، ببركة ريقه الشريف أخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه أن امرأة بذية اللسان ، جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل قديدا فقالت : ألا تطعمني ؟ فناولها مما بين يديه . قالت : لا . إلا الذي في فيك فأخرجه صلى الله عليه وسلم فأعطاها ، فألقته في فمها ، فأكلته فلم يعلم في تلك المرأة بعد ذلك الأمر الذي كانت عليه من البذاءة والذرابة .
الصحابة يتبركون بريقه الشريف صلى الله عليه وسلم
روى البغوي في معجمه بإسناده عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب كان يقرب ابن عباس ويقول له : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاك فمسح رأسك وتفل في فيك وقال : " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " أورد ذلك في الإصابة ثم قال : ورواه ابن خيثم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس بالمرفوع نحوه 1 هـ .
وكان الصحابة رضي الله عنهم يأتون بأولادهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحنكهم فيمصون ريقه الشريف صلى الله عليه وسلم وهذا باب واسع جدا .
ومن ذلك : ما جاء في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة ، وقالت : فخرجت و أنا متم – أي قددنا ولادها فقدمت المدينة فنزلت بقباء فولدته ، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره ، ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه ، فكان أول شيء دخل في جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حنكه بالتمرة ثم دعا له وبرك عليه فكان أول مولود ولد في الإسلام .
أي أول مولود في المدينة من المهاجرين و في الصحيحين عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال : ولد لي غلام فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة و دعا له بالبركة ودفعه إلي . وكان أكبر ولد أبي موسى وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه أنه انطلق بابن لأبي طلحة رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس فلما رآني رسول الله قال : لعل أم سليم ولدت ؟ ““ قلت : نعم . قال : فوضعته في حجره صلى الله عليه وسلم ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعجوة من عجوة المدينة – أي بتمرها فلاكها في فيه صلى الله عليه وسلم حتى ذابت ثم قذفها في في الصبي ، فجعل الصبي يتلمضها – أي يتطعمها – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ انظروا حب الأنصار التمر فمسح وجهه وسماه عبد الله .. الحديث . وروى الزبير بن بكار قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز قال : ولد عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، فكان الطف من ولد فأخذه جده أبو لبابة في خرقه فأحضره عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ما رأيت مولوداً أصغر خلقه منه . فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح رأسه ودعا له بالبركة . قال : مما رؤى عبد الرحمن في قوم إلا فرعهم طولاً ، وزوجه عمر بنته فاطمة . كما جاء في الإصابة وغيرهما .
تبرك الصحابة بدم النبي صلى الله عليه وسلم
أخرج الطبراني والبزار والحاكم والبيهقي وأبو نعيم في الحلية ، من حديث عامر بن عبد الله بن الزبير قال : احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني الدم بعد فراغه من الحجامة وقال : “ اذهب يا عبد الله فغيبه “ وفي رواية “اذهب بهذا الدم فواره – أي أخفه – حيث لايراه أحد “ . قال عبد الله : فذهبت به فشربته ، ثم أتيته صلى الله عليه وسلم فقال : “ ما صنعت ؟ “ – أي بالدم – قلت غيبته . قال “ لعلك شربته ؟ “ قال نعم . قال : “ ويل لك من الناس وويل الناس منك “ .
وفي رواية : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ فما حملك على ذاك ؟ “ فقال : علمت أن دمك لا تصيبه نار جهنم ، فشربته لذلك . فقال صلى الله عليه وسلم : “ ويل لك من الناس وويل للناس منك “ .
وروى الدار قطني في سننه في أسماء قالت : احتجم صلى الله عليه وسلم فدفع دمه لابني عبد الله ، فشربه ، فأتاه جبريل فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال : “ ما صنعت ؟” قال كرهت أن أصب دمك فقال صلى الله عليه وسلم: “ لا تمسه النار “ ومسح على رأسه وقال : “ ويل للناس منك وويل لك من الناس “ .
وفي سنن سعيد بن منصور من طريق عمرو بن السائب ، أنه بلغه أن مالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه الشريف يوم أحد ، مص جرحه حتى أنقاه ، ولاح – أي ظهر محل الجرح بعد المص – أبيض ، فقال له صلى الله عليه وسلم : “ مجه فقال : والله لا أمجه أبداً ثم ازدرده – أي ابتلعه – فقال النبي صلى الله عليه وسلم : “ من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا “ فاستشهد – أي بأحد –
ورواه الطبراني أيضاً وفيه : قال صلى الله عليه وسلم “ من خالط دمي دمه لا تمسه النار “ . قال الهيثمي : لم أر في إسناده من أجمع على ضعفه 10 هـ .
وروى سعيد بن منصور أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم قال : “ من سره أن ينظر إلى رجل خالط دمي دمه فلينظر إلى مالك بن سنان “ .
قال العلامة القسطلاني : وفي كتاب الجوهر المكنون في ذكر القبائل والبطون ، أن ابن الزبير لما شرب دم حجامة النبي صلى الله عليه وسلم تضوع – أي فاح – فمه مسكاً ، وبقيت رائحته موجودة في فمه ، إلى أن قتل رضي الله عنه .
وأخرج الطبراني عن سفينة رضي الله عنه قال : احتجم لنبي صلى الله عليه وسلــم فقال : " خذ هذا الدم فادفنه “ حفظاً من الدواب والطير والناس . قال : فتغيبت فشربته ، ثم ذكرت ذلك له صلى الله عليه وسلم فضحك .
قال الهيثمي بعدما أورده : رجال الطبراني ثقات 10 هـ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق