يعشق الكثير من عوام السودان وسياسييهم أن يتحدثوا حديث عاطفيا عفويا مرتجلا في شؤون الاقتصاد الكلي بلا أدنى دراية به.
ومن هؤلاء من يعتقدون أن نمو القطر لابد أن ينعكس يوميا على (قفة الملاح) وعلى الصرف في الرفاهيات.
وهذا منطق حلو ولكنه لا يصح في مسائل الاقتصاد، فعلم الاقتصاد يتحدث عن ضرورة الادخار، وحتمية ذلك كشرط لازم لمواصلة النمو, فلابد من الادخار وإعادة استثمار المدخر حتى يتحقق النمو المستدام.
وفي هذا المدى يجب الحذر دائما من أن يتم استهلاك كل الانتاج في اللحظة والتو، لأن عاقبة ذلك هو الإنتكاس يليه الإفلاس.
وهذا المنطق الاقتصادي العلمي المبدئي في موضوع الادخار والنمو المستدام تفهمه بالسليقة طوائف التجار، ويحذقه رجال الأعمال الناجحون، ويحتذيه الناجحون من المواطنين العقلاء المدبرين، الذين يضحون بشيئ من رفاهية الحاضر في سبيل مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.
ولكن قلما يعي هذا المنطق الاقتصادي العلمي الراقي السياسيون الفاشلون المزايدون على الإنقاذ من أمثال الصادق المهدي وياسر عرمان ومن لف لفهما من الأخسرين أعمالا.
ويأتيك بأخبار الاقتصاد من لم تزود:
وقد تأكد أخيرا لقوى الاستخبارات الدولية أن الاقتصاد القومي السوداني هو بخير وتعاف مستمر، وأنه يواصل نموه الآمن المطرد بسبب من تدوير الدولة للمدخرات في الإنتاج، وفي تأسيس البنيات الأساسية للنمو المستقبلي، لا سيما في مجالات تعبيد الطرق، وبناء الجسور، وإقامة السدود، وإنتاج الكهرباء.
وفيما يلي نقدم للأذكياء والجادين من المواطنين ومن يهتمون بالمنطق العلمي الكلي للإقتصاد بعض الاحصاءات الصادرة عن دوائر الاستخبارات الغربية عن ظاهرة النمو المطرد للاقتصاد السوداني.
إفادة الاستخبارات البريطانية:
نشرت أخيرا وحدة الاستخبارات الاقتصادية في بريطانيا
Economist Intelligence Unit
احصاءاتها عن النمو الاقتصادي السوداني فيما بين عامي 2005- 2009م، وقالت إن إجمالي الإنتاج الداخلي وصل في عام 2009م إلى 92.38 بليون دولار، بنسبة نمو تصل إلى 1.40 بالمائة من العام الماضي.
وقالت إن إجمالي الإنتاج الداخلي وصل في عام 2008م إلى 87.92 بليون دولار. بنسبة نمو تصل إلى 4.30 بالمائة من العام الذي سبقه.
وإن إجمالي الإنتاج الداخلي في عام 2007م بلغ 80.71 بليون دولار. بنسبة نمو تصل إلى 7.82 بالمئة من العام الذي تقدمه.
وإن إجمالي الإنتاج الداخلي لعام 2006م وصل إلى 71.19 بليون دولار. بنسبة نمو تصل إلى 8.89 بالمائة من العام الذي سبقه.
وإن إجمالي الإنتاج الداخلي في عام 2005/ بلغ 61.96 بليون دولار. بنسبة نمو بلغت 4.13 من العام السابق له.
العام جملة الإنتاج الداخلي ببلايين الدولارات الأمريكية نسبة النمو الإنتاجي
2005 61.96 4.13
2006 71.19 8.89
2007 80.71 7.82
2008 87.92 4.30
2009 92.38 1.40
Source: EIU Country Data
Sudan GDP PPP & GDP Growth Rates
2005 - 2009
ثم قدمت هذه الوحدة الاقتصادية الاستخبارية البريطانية نبوءاتها بأن يستمر النمو الاقتصادي السوداني بلا اتنكاسات خلال السنوات الثلاث القادمة، ولكن في حدود متواضعة حيث تنبأت بأن يكون في حدود اثنين بالمائة.
وهذا هو نص تقديراتها التنبؤية لهذه الأعوام الثلاث القادمات:
المؤشرات 2009 2010 2011
نسبة النمو السنوي الحقيقي لإجمالي الناتج المحلي 1.40 2.40 1.30
إفادة وكالة الاستخبارات الأمريكية:
أما وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية فقد جاءت تقديراتها للنمو الاقتصادي السوداني خلال الأعوام الثلاث الأخيرة بزيادات طفيفة عما ورد في تقديرات الوحدة الاقتصادية الاستخبارية البريطانية.
إذ ذكرت أن إجمالي الإنتاج المحلي السنوي السوداني بلغ 92.83 بليون دولارا في عام 2009م.
وكان قد بلغ 89.43 دولارا في عام 2008م.
بينما كان قد وصل إلى 83.89 دولارا في عام 2007م.
GDP (purchasing power parity):
$92.83 billion (2009 est.)
country comparison to the world: 70
$89.43 billion (2008 est.)
$83.89 billion (2007 est.)
note: data are in 2009 US dollars
وأما عن نسب النمو السنوي للإقتصاد السوداني فقد كانت تقديرات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أعلى من تقديرات الوحدة الاقتصادية البريطانية، إذ جاء فيها أن نسبة النمو الاقتصادي السوداني لعام 2009م بلغت 3.8 بالمائة.
بينما وصلت في عام 2008م إلى 6.6 بالمائة.
وكانت في عام 2007م انتهت إلى 10.2 بالمائة.
GDP - real growth rate:
3.8% (2009 est.)
country comparison to the world: 42
6.6% (2008 est.)
10.2% (2007 es
وقد كانت إحصاءات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عن نمو الاقتصاد القومي السوداني أوفي وأدق من احصاءات الوحدة الاقتصادية البريطانية إذ تناولت أيضا مستوى نمو الناتج الفردي.
فذكرت أنه وصل في عام 2009م إلى 2.300 دولار أمريكي.
وكان في عام 2008م بمستوى 2.200 دولار أمريكي.
وفي عام 2007م بمستوى 2.100 دولار أمريكي.
GDP - per capita (PPP):
$2,300 (2009 est.)
country comparison to the world: 181
$2,200 (2008 est.)
$2,100 (2007 est.)
note: data are in 2009 US dollars
استخلاص:
وهكذا نرى أن الأحاديث العاطفية العفوية المرتجلة في شؤون الاقتصاد القومي لا تجدي شيئا، ولا تصور الأمر على حقيقته، ولا يعدو المتحدثون بها أن يصوروا الأمر تصويرا جزئيا على مثال العميان أصحاب الفيل.
أما الأحاديث التي أسلفناها فهي أحاديث الأرقام الموثقة، وهي الأرقام التي جمعها وحللها من ليست لهم شبهة حب أو ود أو قربى بالإنقاذ.
وبهذه الأرقام الصحيحة الموثقة، التي نشرها على الملأ أعداء الإنقاذ، يتضح أن دولة الإنقاذ المباركة قد نهضت بالفعل- بفضل الله تعالى - بالبلاد والعباد.
وإزاء هذه الأرقام الموثقة لابد أن تخرس أحاديث المهرجين السياسيين المغرضين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق