المشاركات الشائعة

الجمعة، ديسمبر 09، 2011

كيف تصبح سلفيا عصرياً (( وهابيـــــاً ))

بسم الله الرحمن الرحيم 

انقل لكم كتاب ( كيف تصبح سلفيا عصريا ( وهابيا ) 


كيف تُصبح سلفياً معاصراً (وهابيًا)


بقلم : رائد العشيرة المحمدية الإمام الراحل الشيخ محمد زكي إبراهيم - من علماء الأزهـر-

نشره في مجلة ( المسلم ) في العدد الثالث فيشهر شوال 1401 هـ ! أي قبل 25 عاما .



بسم الله الرحمن الرحيم


السلفية العصرية هي النموذج الجديد أي ( الموديل العصري ) للإعلان عن التدين الحديث والإسهام في التطرف والتشدد والتناديالعصبي بالانفراد بخدمة الإسلام ويمكن تلخيص ( السلفية العصرية ) في بعض أصولها ومعالمها وقواعدها في ما يأتي :


أولا: أن تعتقد انك وحدك ( لا شريكلك ) على الحق وان كل من لم يكن على ما أنت علية فهو مبطل خاطئ بل مرتد حلال العرضوالدم والمال حتى ولو أوتي علم ( سيدنا ) محمد وتعبد موسى وزهد عيسى وخلة إبراهيم وصبر أيوب وكفاف نوح وبخاصة إذا كان حاكما أو عالما سابقا أو مجتهدا من المشاهير.


ثانيا: أن تعتقد انه لن يدخل الجنة معك أنت وطائفتك احد أبدا ، وانالمسلمين من غير مذهبك كالكفار والمشركين هم وقود النار ولو كانوا من الذين انعم الله عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين .


ثالثا: أن تحتقر كل من خالفك وتحقد عليه بغِلٍ ظاهر وباطن ، وان تحاول هدمه وتحطيمه قولا وعملا بمايجوز ومالا يجوز وان تجعل سبه وشتمه عبادة من عباداتك التي لا تنتهي ولا تفتر في ( الحش ) أو في الدرس أو على المنبر !!.



رابعا: أن تعتقد أن الأكوانأزلية مع الله ، وان الله يجلس على العرش بذاته ، وانه ينزل ويصعد ويجيء ويضحك ويغضب ويذهب ، وان له أعين وأيدي وأرجل ، وانه لو دُلي شخص من الأرض بحبل لسقط علىالله بلا تأويل .


خامسا: أن تعتقد أن رسول الله المصطفى صلى اللهعليه واله وسلم بشر ككل البشر ولد كما يولد ( شمعون وبطرس ) ومات كما مات ( غانديوغاليوم ) ، وانه لا معجزة له إلا القران ، وان من نسب إليه غير ذلك من المعجزات أوالخصائص مخرف ابله ، ولو كان البخاري ومسلم ، ثم قل إن أباه صلى الله عليه والهوسلم وأمه وجده وعمه في النار .


سادسا: إن عصمته صلى الله عليهواله وسلم كانت محدودة في منطقة معينة ، وإلا فهو يخطئ ويصر على الخطأ ، ويا طالما (قرعه ربه ) على خطئه ، وأن كل ميزته أنه ( طارش ) يعني ( ساعي ) قرآن ، أداهبالأمانة ، وأن توقيره وتعزيره والثناء عليه شرك .


سابعا : عندماتقصد إلى المدينة المنورة ، إياك أن تفكر في زيارة القبر الأشرف الأطهر ، ولكن اجعلمقصدك زيارة ( أحجار ) المسجد ، فذلك هو المطلوب الشرعي ، لكيلا تقع في وثنية حبرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، أو مناجاة روحه الشريف .



ثامنا : ولا بد أن تتذكر أن ( جهلة ) الصحابة ، و ( حمقى )التابعين قد أدخلوا القبر النبوي ضمن المسجد ( فاستوجبوا اللعن ) حتى أصبحت الصلاةفي المسجد النبوي مشبوهة ، لا يطمئن سلفي إلى صحتها ، وأن ملايين الملايين منالزائرين للقبر النبوي مردودة عليهم عباداتهم ودعواتهم لارتباط القبر الطاهربالمسجد .


تاسعا : إذا ذكرت مولانا الإمام بن الإمام أخيالإمام أبي الأئمة سيد شباب أهل الجنة ، أبي عبدالله الحسين بن علي وفاطمة ، فقل : إنه قتل عدلا ، وليس شهيدا ، لأنه خرج على الوالي الشرعي ( يزيد بن معاوية ) فاستحقالقتل هو ومن معه ، أما أن ( يزيد ) كان واليا فاسقا فاجرا داعرا ، فليس هذا من شأنالحسين ، ولا من شأن أهل بيته ، وأكثر من سب الحسين وآله تدخل الجنة .



عاشرا : إذا ذكرت زيارة المشهد الحسيني الشريف ، فقل : إن الرأسالمدفون بهذا المشهد هو رأس رجل يهودي على ما قاله ( ابن تيمية ) ، وأن الرأسالحسيني ذهب حيث ذهب ، فلم يدخل مصر ، وأن الضريح القائم بمصر الآن ( وثن ورجس ) يتعين هدمه وتسوية قبته بأرضه ، كما فعل السلف باللات والعزى .


حادي عشر : وقل مثل هذا عن جميع أهل البيت الأشرف نساءً ورجالاً فيمشاهدهم ومساجدهم ، وألحق بهم كبار الأئمة من أمثال الشافعي والليث بن سعدوالشعراني والبدوي والدسوقي والحنفي والشاذلي والمرسي والرفاعي ومن والاهم ، وقلإنها جميعا طواغيت وأصنام ، والمشغولون بها وثنيون ، خير منهم عباد البقر ، وأنكتستطيع بقليل من العمل أن تبلغ درجاتهم فتكون مثلهم أو تزيد عليهم .

ثاني عشر : أنكركافة مذاهب أهل السنة بدءا بالمذاهب الأربعة وما سبقها أو لحقها ، ولا تعترف إلا بـ ( ابن تيمية وابن عبدالوهاب ) ثم بمروجي مذهبهم والدائرين في فلكهم من عبيد الدولاروالدينار ، وقل : إن أئمة المذاهب الأربعة ومن والاهم ( مجرمون ) فرقوا الأمة ،وصرفوا الناس بقضاياهم الفقهية عن السنة والحديث الشريف ، وأنه لا حاجة بنالاجتهاداتهم ، أو الاقتداء بهم ، وأن على كل مسلم أن يعمل ليحصل شروط الاجتهاد قبلتحصيل المعاش ، حتى يتناول الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة ، مهما كانت ثقافته ،أو إحاطته بعلوم اللغة والدين ، سواءً في ذلك سكان الأدغال أو قمم الجبال أو خريجيالأزهر .


ثالث عشر : اعتقد قبل كل هذا وبعده ، أن إعفاء اللحية هوركن الإسلام ( السادس ) الذي أغفل ذكره رواة الحديث الذين ذكروا أركان الإسلاموجعلوها خمسة فقط بينما هي ( ستة ) تماما ، وقل : إن أئمة المذاهب تآمروا علىالإسلام فلم يجعلوا توفير اللحية شرطا لصحة الإسلام أو الإيمان أو الإحسان ، ولميجعلوا ترك إعفائها مفسدا للصلاة والصوم والزكاة والحج جميعا ، ولم يقولوا : إن تركإعفائها ردة تخرج من دين الله ، وأنه لا يطلق على الحليق لفظ مسلم أبدا بأي وجه ،ولا بأي تأويل ، ولا بأي دليل ، مهما صلى وصام وزكى وحج والتزم حدود الله ، وأنالحليق مستوجب لعقوبة الردة والحرابة .


رابع عشر : احمل بكل عنف ،بل بكل وقاحة على جميع مواسم المسلمين وأحفالهم وتقاليدهم مهما يكن لها سند أواستنباط أو قياس ، واتهم كل من يشترك فيها عالما كان أو جاهلا بالشرك والكفر ،والفسوق والعصيان ، والردة والجهل بمعالم الإسلام ، وداوم التشويش والتشبيه ، خلطابين سنن العادة والعبادة ، وخالف في كل شيء ، واستلفت إليك الأنظار ، واعزل نفسك عنالمجتمع قولا وعملا .



خامس عشر : وجه كل جهودك إلى تدمير البناء ( الصوفي ) ، أصيله ودخيله ، مليحه وقبيحه ، واجعل ذلك همك الأول والأخير وغايتكالدنيا والقصوى ، ولا تقبل في ذلك حجة ولا بيانا ، حتى إن كان من كلام إمامك ابنتيمية ، وانس كل النسيان ما في البلاد الإسلامية من مآسي التفريق والتمزيقوالخلافات والحروب والأخطار ، ومن شراسة التنصير والتبشير ، وكوارث الإبادة وفواجعالانحلال و اللادينية ، وأهوال الشيوعية ، وفساد الأخلاق والعقائد الذي تبثه وسائلالإعلام المقروءة والمنظورة و المسموعة ، وخطط القضاء على الإسلام التي تدبرهاالصليبية واليهودية والفوضوية والماركسية بمراتبها المختلفة في كل وطن فيه واحد منأهل القبلة بالأرض كلها .

فكل ذلك هين ، وهين جدا ، بجوار واجب هدم التصوفو تدمير بنائه ، سواء بالترغيب والإغراء أو الترهيب و الإيذاء .


سادس عشر : لا تعترف بغير العروبة والعرب في المحيط الإسلامي ، رغمكفاح الإسلام للعصبيات والعنصريات ، وقل : إن التُرك والكرد والروم والفرس ، وكل مندخل الإسلام من غير العنصر العربي ، إنما دخلوه ( شعوبية ) ليقضوا عليه من الداخلبوسيلة أو بأخرى ، وأن كل مجد أضيف إلى الإسلام من غير العرب إنما هو أضلولةوأكذوبة ، وأن له دوافع باطنية كلها خطورة لا يفهمها إلا المتسلفون وحدهم ، وأن غيرالعرب هم الذين أدخلوا على الإسلام من الأقوال والأعمال ما سبب ويسبب له الضياعوالتخلف حتى ابتلاء العرب بالدولار والدينار .


سابع عشر : فإذااحتجوا عليك بأمثال البخاري وأبو حنيفة والجرجاني والغزالي ، والمئات من كبار علماءالإسلام غير العرب في كل علم وفن ، وأمثال صلاح الدين الكردي وقطز وبيبرس وبرسبايالمملوكي ومحمد الفاتح التركي ، فقل : هذه فلتات ، أو هي أستار تحجب ما وراءها عمدالأمر ما ، أو ابحث لكل واحد منهم عن شبه نقيصة تقضي بها على ما نسب إليه من أفضال ،فإذا سلم لك واحد وقال : إن الله حكم بأن الحسنات يذهبن السيئات ، فقل : هذه قاعدةلا تنطبق على هؤلاء الأعاجم ، وأنها خاصة بالعرب وحدهم ، وإن جاءوا بما عجز عنهالشيطان !! .


ثامن عشر : قل بلا يحفظ عن كل ( حديث نبوي ) لا يؤيدوجهة نظرك هو ضعيف أو موضوع ، واجعل من سنن العادة سنن عبادة أو العكس ، بلا أصولولا قواعد ، إلا مزاجك الشخصي ، فالمزاج هو ميزان الشرع في التسلف المعاصر .



تاسع عشر : لا تتوسل إلى الله مبتهلا إليه بواحد من صالحي المسلمين، حيا أو ميتا ، ولا بسيدنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وقل : إن هذا هو عينالوثنية والشرك مهما يكن دليله وشروطه وتفاصيله ، ولا نفرق بين ( المسئول ،والمسئول به ) ، وغالط كلما أعجزك الدليل ، وداور وناور ، وأخرج المسلمين من دينالله جميعا بالتوسل .



لا تأتم في الصلاة برجل ليس منشيعتك ، مهما يكن دينه وعلمه وفضله وسابقته في الدعوة إلى الله ، وإياك والصلاة خلفالحليق و الصوفي إياك .



لا تدخل مسجدا لغير طائفتك ، وقل عن بقيةالمساجد إنها ( كنائس وبيع ) أو تكاد ، خصوصا إذا كان بها ( قبلة ) أو منبر مرتفعأو ضريح !! .


لا تعامل من ليس من مذهبك بل احتقره وازجره ، وامنعكل خير يصل إليه ، فمن ليس من مذهبك فهو مبتدع أو وثني أو مشرك نجس .


العن المرأة ، أصابت أم أخطأت ، وأهدر آدميتها ، مهما اعتصمتبمظهر الإسلام ومخبره ومحضره ، فاحترام المرأة هو الكبيرة الثامنة التي لم يذكرهاالمحدثون فيما ذكروا من الكبائر السبع.

أخيراً ، قل : نحن أهلالإسلام لا سوانا ، ومن عدانا فهو عدو الإسلام وعلينا كفاحه ، ومن ليس منا فهوعلينا ، وليذهب كل أهل القبلة سوانا إلى جهنم .


أما بعد : فهذا أصول من أبرز أصول ( السلفية المعاصرة ) ، يعلم الله أننا لم نتزيد فيها شيئا، بل تركنا من معالمها الأساسية كثيرا جدا ، رأينا أن ما ذكرناه هنا إنما هو يدلعليه ، أو هو ملحق به ، أو هو أثر طبيعي له ، وبعض ما تركنا من المثير الذي نعف عنالإشارة إليه ، احتراما للشريعة والعقول والآداب .



وأعلم أن اعتناقهذه ( السلفية ) أيسر السبل إلى الثراء العاجل والربح المريح ( وانظر حولك ) ،والتحق بركب ( الغترات والمشالح ) تكسب دائما ( والخيار لك ) .


والمطلوب منك الآن أن تضع هذه ( المبادئ أو القواعد أو الأصول أوالمعالم ) التي سجلناها لك هنا في ميزان الشرع والعقل ، متجردا من التعصب ، معتصمابالإنصاف ، مراعيا ربك عزوجل في كل ذلك .


فسوف لا ترى شيئا من هذهالصفات يرجح في ميزان عدالة الشرع الشريف والعقل الحصيف ، بل إنها الفتيل الذيسيفجر القنبلة القاضية على الإسلام بإسم الإسلام ، خصوصا بعد أن افتتن بهذه السلفيةبعض الشباب الذين لم تتح لهم فرصة البحث الكافي ، حتى اعتقدوا أن الإسلام هو توفيراللحية وعداوة أهل القبلة – سلفا وخلفا ، علماء وحكاما – إلا ابن تيمية وابنعبدالوهاب ، مع التزام التعقد والتأزم الدائم .

ولسوف تعذرنا بعدهذا في أن ندعوك إلى أن تنادي معنا بوجوب سعة الأفق ، والأخذ بسماحة الإسلام ورفقهومرونته ويسره ، والتنادي بالحب في الله ، والتعاون على مكافحة المجمع على كفاحه ،وخدمة المجمع على خدمته ، وترك ما عدا ذلك لكل إنسان بما يناسب نفسيته وذاتيته ،على ألا يؤذي غيره ، ولا يجعل ( النفخة الكذابة ) ودعوى الاختصاص بالصواب طريقالدعوة إلى الله .

إننا ندعو إلى محاولة التقريب بين كافة طوائفالمسلمين ، أو على الأقل ( المعايشة السلمية ) التي قد تفضي إلى التفرغ لما هو أهموأعم وما هو أهدى و أجدى ، والله الموفق المستعان



تمت مقالة الشيخ الشريف محمد زكي إبراهيم، من علماء الأزهر ورائد العشيرة المحمدية بمصر ، المتوفى سنة 1419 هـ

ليست هناك تعليقات: