كما ان الإنسان مكرم من عند الله سبحانه وتعالى بإنسانيته الشاملة والمكونة من اللطيفة الربانية المتمثلة بالروح وكافه العناصر الأساسية في المادة الطينية والتي تحتوى على الجانب المادي، وبذلك يكتمل الإنسان بذاته وبكافه خصوصياته.
يأتى الجانب الروحي باعتباره الأصل والمحرك الأساسي فى كافة مجالات الحياة الإنسانية، سواء اذا كان محركا للمادة الإنسانية او مستشعراً الجوانب الغيبية والروحية فى الكون والحياة.
لذا اذا نظرنا الى الجانب التكوينى للروح فلاشك في تعقيده لأنه على مر التاريخ أصبح (سرالأسرار قاطبة ولغز الألغاز جميعها، لطبيعتها الغيبية المخلقة اللاّمدركة لحواسنا) ولكن اكثر الفلاسفة والعلماء وأهل الخبرة المؤمنين بالروح يفسرون التأثير الروحي من الجانب التأثيرى، أي تأثير الروح في نفسية الإنسان وحيويته وكذلك فى منامه ولا شعوره، وفى كافة الدوائر المتعلقة بالباراسايكولوجيا.
هل للروح ذكاء؟.
من منطلق قناعاتنا ومعتقد اتنا الايمانية نؤمن وبلا شك ان للروح ادواراَ عدة في تحديد مصير الانسان، وكذلك في تنمية سلوكياته وفى كثير من أبعاده الذاتية, وفي كثير من الأحيان يحدد للإنسان رؤيته وتصوره للكون والحياة.
وتأتى هذه المسألة حسب روحية الإنسان لأن ( الذكاء الروحي ينبثق بالطبيعة من ذكائك الشخصي - معرفتك وتقديرك وفهمك لنفسك - بل ان اهم عناصر تنمية ذكائك الروحي يكمن من الاتصال بالطبيعة وتقديرها وفهمها) وهذه المسألة تتعلق بمضمون الإنسان وإنسانيته وكيفية تعامله مع من حوله وما حوله وهكذا نتأثر بالروح للتقدم نحو فهم أكثر للرؤية الذاتية كما يقول: الف والدو امرسون ( ان الرجال العظماء هم الذين يؤمنون بان الروحانية أقوى واهم من القوى المادية ).
ولكن شأن الروح والذكاء الروحي مثل كافة المجالات الأخرى، فلابد من إرجاع الروح إلى وضعها الأصلي الكامل؛ والقيام بكل جدية لتنميتها وتربيتها لنتفاعل إيجاباً في كافة تحركاتنا ونشاطاتنا، وفي ذلك الوقت نتلمس تأثيرها ونكتشف آثارها.
(لأن الروح من اصل الخليقة عارفة بالله مقرة له بالعبودية معترفة بأنه ربها، ولكن هذه الروح بمخالطتها الجسد تبدأ تطرأ عليها الطوارئ فتفقد من معرفتها وعبوديتها) لذا لابد بالعمل عليها وبرمجتها وفق القوانين المؤثرة في تغييرها).
هذا هو الذكاء الروحي.
(المحظوظون الذين يكونون تحت إمرة الروح يتوجهون دوماً للحصول على رضا الله وعلى الفضائل الإنسانية، وبَوصَلتهم تشير على الدوام نحو المحراب النفسية ).
الذكاء الروحي يحرك الإنسان نحو الغيب ليتعبد الله سبحانه بصدق ويقين ويلتزم بالفضائل مع استشعار الأجر ويعامل الآخرين بخلق حسن بتأثيرات الإيمان حتى يؤمن بيقين ان الأكمل في إيمانه يستمر على تنفيذ كافة الأخلاقيات والايجابيات، وبهذه الخطوات ووفق هذا التحرك الروحي يجعل الحياة عبادة، لأن( العبادة هي عملية إنماء الجوهر الملائكي الموجود في روح الإنسان ) لذا فان العبادة نبع فيّاض مبارك لتقوية نواحي الخير والجمال والصدق في فكر الإنسان و اكسير سحري يصلح أهواء النفس ونزعاتها الشريرة، وهذه هي حقيقة الذكاء الروحي ولب ثمراتها لان الذكاء الروحي ( هو الذكاء المركزي والأهم من بين الذكاءات الأخرى، لأنه يقودها ويمثل الذكاء الروحي سعيا نحو المعنى ونحو الاتصال باللا محدود ) وهذا الذكاء ( يساعدنا على إدراك المبادئ الصحيحة التي هي جزء من ضمائرنا والتي تشبه البوصلة ) وأيضاً هو الذكاء الذي نستخدمه لتطوير شوقنا وقدرتنا على استيعاب المعنى والرؤية والقيمة ).
بمعنى كما ان الروح هي أصل الشخصية من ذاتية الإنسان كذلك ذكاؤها تعتبر أساسا لبناء هذه الشخصية وبدونها يفقد الإنسان كثيرا من المعاني النبيلة والأحاسيس الجميلة ويخسر الايجابية و تختلط عليه الأمور ويصبح أسيرا في شباك النفس والبيئة وشبهات الانحراف واللامعقولية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق